160×600
160×600

مشعل تامر… فنان يعيد تشكيل المشهد الموسيقي السعودي

ما الذي يحدث عندما يلتقي الشرق بالغرب في لون موسيقي واحد؟! مشعل تامر، الفنان السعودي الإكوادوري، يواصل رحلته الاستثنائية ليصنع لونًا موسيقيًا لا يشبه سواه. من أول محاولة للعب على الأوتار وضربة غيتار، التي بدأها كعلاج لإصابة في ذراعه خلال طفولته، إلى اعتلاء المسارح العالمية، لم يكن الطريق تقليديًا، لكنه كان حافلًا بالمفاجآت. وبينما يستعد مشعل تامر لإطلاق ألبومه الجديد “Home Is Changing”، يبدو أن التغيير لن يقتصر على الوطن، بل سيمتد إلى مفهوم الموسيقى السعودية نفسها.

في أحدث مفاجآته، أطلق مشعل أغنيته “بابا فين”، مستوحيًا روحها من أنشودة الأطفال الشهيرة، لكنه لم يتركها كما هي. أعاد تشكيلها، ضخ فيها نبضه الخاص، فجاءت النسخة الجديدة كأنها بوابة زمنية تعيد إحياء الماضي بروح المستقبل. الأغنية حققت انتشارًا واسعًا، ليس فقط لأنها تلعب على وتر الحنين، بل لأنها تعكس تطور المشهد الموسيقي السعودي بلمسة عالمية. (لمشاهدة الفيديو اضغط هنا).

بداية مشعل مع الموسيقى لم تكن مألوفة؛ إذ جاءت إثر إصابة في ذراعه كادت أن تفقده القدرة على تحريك يده، ليصف له الطبيب تعلم العزف على الغيتار كجزء من العلاج الطبيعي. هذه الصدفة قادته لاكتشاف شغفه، الذي دفعه لاحقًا لنشر أغانيه على إنستغرام باستخدام لابتوب وميكروفون إكس بوكس، حتى انتشرت أغنيته “Can’t Love Myself” بشكل فيروسي على الإنترنت.

وحاول مشعل من اختلاف اللغات ين العربية والإنجليزية والإسبانية، أن يخلق موسيقى متعددة الهويات، مكنته من الانفتاح الثقافي على العالم وصوتا مألوفًا في أماكن لم يكن يتوقعها.

وأما ألبومه القادم فهو مقسم إلى خمسة فصول، كل منها يعكس تحولاته الشخصية والفنية، ويضم أغانٍ من أعماله السابقة التي لاقت صدى عالميًا، مثل “KEEP IT UP” و“ITTY BITTY”، واللتين دعّمتهما إذاعة BBC Radio 1.

لم يكتفِ بمكانة في عالم الغناء، بل اقتحم مجال الموسيقى التصويرية للألعاب الإلكترونية، مشاركًا في مشاريع مثل PUBG Mobile وAssassin’s Creed، ووصل إلى التعاون مع فرقة OneRepublic في أغنية “Mirage”، ضمن واحدة من أضخم سلاسل الألعاب في العالم. ومنصة الإنستغرام، التي بدأ منها بمعدات بسيطة، أوصلته إلى حفلات مكتملة العدد في لندن، وإلى أول حفل سعودي كامل يجمعه مع مواهب محلية، ليكون جزءًا من نهضة فنية تعيشها المملكة.

مشعل ليس مجرد مغنٍ صاعد، بل حالة موسيقية تعيد رسم ملامح المشهد الفني السعودي، واضعًا بصمته على خارطة الموسيقى العالمية. بين حنين إلى الجذور وتطلع إلى المستقبل، يكسر الحواجز اللغوية، يعبر الثقافات، ويفرض صوته في عوالم لم يكن متوقعًا أن يصلها. من غرفة صغيرة بأدوات متواضعة إلى مسارح مكتملة العدد، ومن أغنية عفوية على إنستغرام إلى تعاون مع عمالقة الموسيقى العالمية. فالمسألة لم تعد مجرد صعود، بل تحول إلى ظاهرة. لا يمكن الآن الحديث عن مشعل كمجرد مغنٍ صاعد، بل حالة موسيقية تُعيد تعريف موقع السعودية في خارطة الفن.

اترك تعليقا