المهرجان الدولي للمرأة والطفل بسطات.. إشادة بالمرأة المغربية وشقيقتها الإفريقية
نادية الصبار – كيد النسا
أسدل الستار على النسخة السابعة للمهرجان الدولي للمرأة والطفل، المقام يومي10 و11 مارس الجاري بالمركب الثقافي لعروس الشاوية سطات، تحت شعار: “لنكرم أمهاتنا وأبنائنا”، والذي نظمته جمعية أثر بدعم من الجماعة الترابية لمدينة سطات وكذلك المديرية الإقليمية للثقافة بسطات.
أقيمت الدورة السابعة للمهرجان الدولي للمراة والطفل على شرف دولة مالي انسجاما مع أهداف الجمعية التي أخذت على عاتقها مهمة تبادل كل ما هو ثقافي وفني ما بين دولة المغرب ودول جنوب الصحراء، من خلال مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية.
وقد شهدت النسخة السابعة التي كانت محل حضور وازن للدبلوماسية الإفريقية؛ برنامجا غنيا تضمن مجموعة من اللوحات الفنية المطبوعة بالموسيقى والفنون والتراث من خلال كشكول غنائي راقص يجمع بين العصري والتقليدي والأصيل، ممزوجا بعروض للأزياء في تشكيلة مسبوقة تجمع بين الزي المغربي والزي جنوب صحراوي، مع تخصيص جناح داخل المركب الثقافي – سطات لمشغولات يدوية تقليدية لصناع مغاربة وأفارقة.
تجدر الإشارة إلى أن جمعية أثر آثرت في برامجها الاهتداء بالتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، في الانفتاح على دول جنوب الصحراء، وفي توافق تام مع التوجه الحكومي الجديد في دمج الطلبة والعاملين هنا في المغرب في الحياة الاجتماعية والجمعوية.
وهذا ما أكده السيد عبد المجيد حميل الدين رئيس جمعية أثر ومدير المهرجان الدولي للمرأة والطفل، في تصريح خص به موقع دنا بريس، حيث قال: “الانفتاح على دول الجنوب مسؤولية ملقاة على عاتقنا كنشطاء مجتمع مدني ودورنا أن نكون جندا مجندين خلف قائد الأمة جلالة الملك محمد السادس، وحيث أن الدبلوماسية الموازية مهمة جليلة؛ فإننا نسعى على قدم وساق في كل التظاهرات التي نوقعها باسم جمعية أثر أن نستحضر من خلالها البعد الإفريقي وتلاقح الثقافات بين الشعوب تماشيا مع الإرادة الملكية المولوية السامية الرشيدة، وفي توافق تام مع توجه الحكومة المغربية في إشراك خريجي دول جنوب الصحراء في الحياة الجماعية والاجتماعية للمملكة.
وأضاف السيد عبد المجيد حميل الدين في ذات التصريح: “جرت العادة في كل ملتقياتنا الدولية التي تشرف عليها باسم جمعية أثر، سواء المهرجان الدولي للتراث الإفريقي أو المهرجان الدولي للصوفية أو المهرجان الدولي للمرأة والطفل الذي نحن بصدده، أن يكون الملتقى على شرف دول إفريقية شقيقة، كما لا نخفيكم السيدة نادية الصبار أن طموحنا مستقبلا، تنظيم نسخة مماثلة لكل نسخة تمت هنا على أرض المملكة المغربية الشريفة وبمدينة سطات تحديدا، حيث سنشد الرحال لدولة الشرف التي أقيمت النسخة على شرفها، وننظم يتعاون مع الدولة المضيفة نسخة مماثلة ونمثل دولتنا ويكون المغرب الحبيب ضيف شرف حتى يتسنى لنا التعريف بتقاليدنا وتراثنا المغربي في الدول الإفريقية، وذلك دائما؛ في إطار الدبلوماسية الموازية وفي إطار التوجيهات الملكية السامية”.
وفي نفس السياق؛ قال حميل الدين: ” إن مناسبة مماثلة هي مناسبة تخصص لتكريم المرأة المغربية وشقيقتها الإفريقية في عيديها، ومناسبة لتكريم المرأة المغربية على إنجازاتها المستحقة في جميع الميادين وتشجيعا لها على الاستمرار في درب العطاء والسخاء لمواصلة مشوار تحقيق العدالة والمساواة، لذلك قامت إدارتنا بتكريم السيدة ليلى نعيم رئيسة مصلحة تصحيح الإمضاء والحالة المدنية بالمقاطعة السادسة بمدينة سطات على جهودها في خدمة المواطنين وعموم الساكنة بالمدينة، وكذلك قمنا بتكريم السيدة نجمة دادن ماندجر إلى جانب زوجها وشريكها السيد حسن دادن بأكبر مقاولة لتوزيع منتجات العناية بالصحة والجمال Forever، والتي ساهمت في تكوين أجيال من النساء من خلال منظومة التسويق الشبكي، كما مثلت المغرب كامرأة عربية قيادية في عدة محافل وطنية ودولية”.
وأما السيد ياسين الزياني المدير الفني للمهرجان الدولي للمرأة والطفل فقد كشف لموقع دنا بريس على الجهود التي تقوم بها جمعية أثر لاستعادة الحس المشترك والوعي بالانتماء المشترك، حيث قال: “وإذا كنا في دورات سابقة قد أقمنا تظاهرات دولية سواء بالمهرجان الدولي للتراث الإفريقي أو المهرجان الدولي للصوفية، وكذا المهرجان الدولي للمرأة والطفل الذي نحن بصدد توقيع نسخته السابعة، على شرف دول إفريقية شقيقة كدولة جزر القمر والكابون والتشاد”.
وفي ذات السياق، أخبرنا المدير الفني ياسين الزياني: “إننا كإدارة منظمة في إطار الأهداف التي خطتها جمعيتنا “أثر” واستمرارا للنهج الذي عزمنا على السير فيه قدما، كانت هذه الدورة السابعة على شرف دولة مالي، من خلال نسخة مبتكرة ومتجددة قمت بالإشراف عليها بحكم المهمة الموكلة إلي كمدير فني، نسخة، قلت، أنها تضم بين حناياها لوحات فنية راقصة تعبر عن عادات الزواج والتقاليد بهذه البلدان، ركزنا فيها على البعد التراثي أكثر، حيث جسدت هذه اللوحات مجموعة من التقاليد والعادات الخاصة بالزواج وعلاقة الرجل بالمرأة وكذا علاقة الرجل الإفريقي بالأرض والارتباط والتماسك بين الاثنين، لأن الأرض بالنسبة للرجل الإفريقي رمز الوجود والعطاء والاستمرار.”
وأضاف ياسين الزياني: ” اللوحات التي تم تقديمها والتي جمعت بين الرقص والدف والزي، عبرت بصدق عن طبيعة الأماكن والثقافة التي قاموا بتجسيدها على خشبة المركب الثقافي لعروس الشاوية سطات، والتي سافر من خلالها الحضور الوزان لاكتشاف موروث ثقافي إفريقي زاخر، قدمته فرق من دولة مالي ودولة الكونغو وجزر القمر، بالإضافة إلى عروض للوحات فنية وقعتها الأنامل الرقيقة للشابة الرقيقة ملاك التاغي، بالإضافة إلى عرض مميز للأزياء المغربية قدمتها المصممة كوثر فلاح، في تشكيلة تجمع بين الماضي والحاضر وكذا عروض راقصة شيقة قدمها مجموعة من الأطفال تحت إشراف المؤطرة والمبدعة بشرى ياسين.”